بقلم :سلامه فرج
كنت اجلس أمام جهاز الكمبيوتر يملؤني الحزن و الهم لحدوث مكروه ما في حياتي عكر صفوي، وجلب عليا التعب واليأس . ففكرت في عدة طرق محاولا أن اخرج من هذا القلق واليأس والأرق، فكان لي من أول الطرق أن اسمع ألي موسيقي هادئة ،ظنا مني بأنها ستريح أعصابي ،ولكن فشل هذا الأمر مع حالتي الصعبة . وحاولت مع طريقه أخري ،وهي القراءة ،ولكنها باتت أيضا بالفشل وحاولت مع طرق أخري كثيرة وكلها باتت أيضا بالفشل . ألي أن قفزت فكرة صائبة في عقلي، وهي أن ادخل علي الانترنت وأشاهد الصور الطبيعية لألوان الزرع الأخضر، وبالفعل بدأت أتصفح صوره تلو الأخري، وصوره أخري تلو الأخري ،ألي أن جذب نظري صورة لمكان اخضر شاسع المساحة ،زاهي الألوان جميل المنظر ،ومن الوهلة الأولي خطفت بصري ،وسحبت روحي مني ،و ظللت لوقت طويل أحملق في جمال الصورة ،وروعه المنظر ،من الوهلة الأولي أسرتني ،واستعبدتني الصورة بكل ما فيها . شي فيها أنساني همومي ،شكي وظنوني، شي فيها أنساني عشقي و معشوقي ،ظلمي و جهولي ،نفسي وكياني كل من حولي . لا اعلم ما حدث لي شي لا اعرف أصفه ،وان أجدت الوصف قد يستغرق وصفة العمر كله ،ولا يكفي وصفة ،شي ما يناديني من داخل الصورة ،ما هو سر هذه الصورة الغريبة لا اعرف ؟ وبدون ما ادري مالت جفوني، وأثقلت عليا عيوني ،وهجم عليا نعاسا شديدا ،واستسلمت لأمر غريب يجذبني ،وشي يسيطر ويحتل عقلي وتفكيري، وبدون ادارك وجت روحي في نفس المكان الذي ظهر بالصورة ،وصف لا يوصف جمال لا يقارن ،هدوء ليس له مثيل ما هذا المكان في الأرض ؟أو في السماء ؟في الجنة أو الفردوس أو الملكوت ؟أو لعلي في زمن الأساطير، أو لعلي في بداية التكوين ؟ما هذا المكان، ما هذا المكان الذي جذبني أليه ،وخطف روحي ،واثر بصري ،وهزم حزني وسيطر علي أرادتي، وأنساني همومي ،وطموحي، وضمد جروحي ؟ فبدأت أتجول في المكان باحثا عن أجوبه لأسئلتي الكثيرة التي كانت تراودني بلا توقف . ولكن بدون صعوبة ،أدركت أن شي ما يجذبني أليه في طريق مستقيم وخطوات ثابتة ،ألي أن وصلت ألي ركن اخضر عليه باب جميل بلا أقفال أو أصفاد ،ليس مدون عليه عنوان أو أرقام، ولا يوجد علية بواب . فهممت بالطرق عليه، ولكنه فتح لي قبل أن أفكر بذلك ،فوجدت مخلوق ليس شبه الإنسان وليس شبه الملاك كما قرأت عن وصفه مخلوق شكله جميل ،جسده شفاف ،قلبه نور يظهر وسط جسده الشفاف !! وقبل أن ينسيني جمال رؤيته ما كنت أفكر فيه ،ويسيطر علي فكري. بدأت بسؤاله عدة أسئلة متتالية ،مندفعة في انتظار الرد والإجابة . ما هذا المكان ؟ومن هم سكانه؟ وما هي قوانينكم ودساتيركم؟ ومن هو جيشكم وما هي أسلحته ؟ ومن هم أعدائكم و حلفائكم ؟ فتحدث لي بصوت هادئ، وجميل، وعذب ،وروح يملؤها الأمان والطمأنينة ، ووجه صافي بملامح يكسوها السكينة ،و الدفئ وابتسامة رقيقة عذبة يملؤها السلام والحب ، قائلا يا إنسان أنت الآن في دنيا الأحلام التي لا توجد في أي مكان أو زمان ،والتي لا حدود لها أو سلطان . ودنيا الأحلام سكانها ،هم كل الهاربين من دنيا الألأم ،دنيا الأحزان دنيا الأرض، دنيا الأوهام، دنيا النفاق دنيا الغدر والآثام ، دنيا الحقد والأحقاد . وأيضا من سكانها الطيبين الهاربين من قلب ، العنف والشر والذل و الخوف . قوانيننا المحبة والسلام ،دستورنا العدل والمساواة والأمن والأمان، ومبدئنا الرحمة والتسامح، لكل السكان. ليس لنا جيوش ،و أسلحه ،ودروع ولا أيضا حليف يستعبد ويخون ويبيع، وأيضا ليس لنا أعداء أومخاوف و أخاويف ،لأنه ليس لنا حدود أو ارض نحميها ونقتل ونفخخ فيها ،وأيضا لا يوجد خوف من أي شي كان لأنه ليس بيننا ظالم، أو خاين ،أو طامع ،أو جبان . وأيضا ليس لنا جيوش لأنه لا يوجد بيننا كاره ،أو حاقد ،أو غاضب ،أو خاطف من قوت السكان . وصمت قليلا واسترد الحديث قائلا لا تنسي أن دنيا الأحلام كل سكانها من الهاربين من ارض كل الألأم!!! وأثناء حديثه ،وأجابته علي أسئلتي اهتز كياني ،ووجداني ،وانتفض قلبي واهتزت مشاعري وثار أحساسي ،وأدمعت عيني فاقترب في بطئ ،ومسح دموعي مبتسما قائلا دنيا ،الأحلام لا يوجد فيها دموع، ولا بكاء ،ولا أحزان ،لأنها بلا هموم أو أحمال . فابتسمت متسائلا له وكيف أنا أتيت ألي هذه الدنيا ؟ فضحك مفسرا لي قائلا لأنك ببساطه يا إنسان أنت الأن أصبحت من ضمن السكان الهاربين من دنيا الأرض المليئة بكل الألأم والأحزان ألي دنيا الأحلام المليئة بكل الحب و الراحة والسلام .